هل
الخيانة الزواجية تقتصر على العلاقة الجنسية العميقة فقط ؟ وما صور الخيانة
وأشكالها ؟
- العلاقة الجنسية العميقة تعتبر أشد حالات الخيانة وأقصاها، لكن الخيانة في
المفهوم العام لا تقتصر فقط على العلاقة الجنسية العميقة ؛ بل إن إقامة أي علاقة
بين رجل وامرأة تتجاوز حدود الشرع وخارج إطار الزواج تعتبر خيانة ، أو يمكن أن
تعتبر نوعاً من الخيانة. سواء كانت المرأة متزوجة أو عزباء ، وسواء أكانت مظاهر تلك
العلاقة عبارة عن كلمات ، أم بواسطة مراسلات أم عبارة عن تواصل عبر مكالمات هاتفية
، أم عبارة عن لقاءات ذات أهداف عاطفية ، أم ما يترتب عليها من مشاعر جنسية وعلاقات
عاطفية .
كما أن بالمقابل زواج الرجل بأخرى دون علمها لا يعتبر خيانة بالمفهوم الشرعي
للخيانة .
والأساس في العلاقات الزواجية الإخلاص ، بينما تعد الخيانة الحالة الشاذة ، وتأتي
نتيجة ظروف خاصة ودوافع نفسية ملحة وغير سوية .
ما العوامل والظروف المسببة للخيانة ؟
- عادة الرجال أكثر خيانة من المرأة ، كما أن المجتمع لا ينظر لخيانة الرجل كخيانة
المرأة ، فالرجل كما في كثير من الموروثات الاجتماعية " حامل عيبه " وخاصة في فترة
قبل الزواج وربما نعت الرجل بالمجرب والمرأة بالسافلة أو الساقطة - .
والخيانة الزواجية إذا حصلت ففي الغالب تكون نتيجة تراكم عدة أسباب و ليس لسبب واحد
منفرد.
وأغلب خيانة الرجل لا يكون سببها الحب والعاطفة ، بل ربما من باب الإغواء والإحساس
بالإثارة وقهر الروتين ، ومن أسباب الخيانة علاقات ما قبل الزواج ، كذلك العيش في
جو عائلي غير مستقر أثناء الطفولة ، ومن الأسباب للخيانة ؛ ضعف الشخصية وعدم الثقة
في الذات والقدرات ومحاولة إثبات الرجولة ، قلة الضبط الاجتماعي ، وانخفاض الرضا
والتوافق الزواجي ، وتأتي الخيانة كثيرا خلال فترات الهجر العاطفي والجنسي لفترات
طويلة وتوقف التواصل بين الزوجين . والرغبة الجنسية العارمة لدى بعض الحالات ،
وبسبب وسائل الإثارة المختلفة كالاختلاط ومما تبثه القنوات ووسائل الإعلام عموما من
مغيرات ومثيرات .
ومن أسباب ذلك أيضا : فيما يتعلق بالمرأة بصفة خاصة ؛ وجود صراعات داخلية نفسية لم
تحل . فقد تكون الخيانة سلوكا مرضيا قهريا اضطراريا يندفع الزوج الخائن نحوه بدون
وعي وبدون توجيه إرادي .
كذلك من رغبة الزوج في أن يكون مرغوبا فيه وأن الرجال- بالنسبة للمرأة - أو النساء
– بالنسبة للرجل - يتهافتون عليه وأنه محبوبا ، ولا سيما على سبيل المثال عندما
تسعى المرأة لإقامة علاقة مع رجل ربما يرفضها أو لا يبدي اهتماما بها وتظل وراءه
وتبذل كل الوسائل من أجل أن تحصل عليه ، وبعد أن تحصل عليه تفقد رغبتها واهتمامها
بها ثم تطرده من حياتها .
كما أنها لا تتحمس كثيرا للرجل الذي يقبل عليها من البداية .
وهناك من تخون مع أكثر من رجل لكنها لا تشعر بمتعة ، بل تدعي وتمثل وتكذب ، وأساسا
هي قد ماتت عنها الرغبة.
كذلك استخدام المخدرات ، والشذوذ الجنسي ، وعندما يكون هناك ظروفا صحية لدى المرأة
تمنعها من معاشرة الزوج جنسيا ، أو عندما يكون أحد الزوجين غير مغريا للآخر . أو
لديه عجز في إشباع الآخر جنسيا أو عاطفيا .
ويبقى أن أهم أسباب وقوع الخيانة ضعف الوازع الديني لدى المرء ؛ فالأسباب الأخرى
كلها يمكن السيطرة عليها تقريباً إذا تم التعامل معها بشكل إيجابي. ويبقى أنه مهما
كان الإنسان يعاني من مشكلات ومن نقائص فمما لا شك فيه أن الدافع الديني له دور
كبير جداً في الوقاية من الوقوع فيما يغضب الله فالإحساس برقابة الله والخوف من
عقابه والرغبة في ثوابه لها الأثر الأكبر في السلوك الإنساني إذا كانت متمكنة في
نفس صاحبها.
ما آثار الخيانة الزوجية على الأسرة و المجتمع ؟
من الآثار على الأسرة:
• قد تؤدي إلى دمار الأسرة فقد يحدث الطلاق إذا اكتشف الطرف الآخر الخيانة .
• قد تؤدي إلى القتل و بالذات إذا كانت الزوجة هي الخائنة فمسائل الشرف و العفة
حساسة جداً في مجتمعاتنا و شرعنا، فقد يقتل الرجل زوجته إذا اكتشف أنها تخونه، و قد
يقتل الخائن حداّ فتفقد الأسرة أحد أطرافها.
وفي حالة استمرار الحياة الزواجية ، ولا سيما عندما لا يشعر الزوج بتوبة الزوج
الخائن حقا ، فإن من آثار الخيانة :
. الغيرة المفرطة .
. الشك المدمر وعدم الإحساس بالأمان والراحة .
. البرود العاطفي بين الزوجين .
. فقدان التوازن العاطفي و النفسي عموما بين الزوجين .
• فقدان الثقة و التي هي من أهم أسس النجاح في العلاقات الزوجية.
من الآثار على المجتمع:
• الفوضى الأخلاقية التي يمكن أن تحدث إذا انتشرت الخيانات .
• تشتت الأسرة و انتشار الضغائن لأن الخيانة و خاصة عند انتشار أخبارها لا تقتصر
آثارها على الأسرة بل على أهالي كل طرف و يتلوها فضيحة اجتماعية أحياناً و قد يمتد
ذلك الأثر أجيالاً. فسيتردد مثلاً الشاب أن يخطب فتاة إذا علم أن أمها خانت أباها
يوماً و ستتردد الأسرة أن توافق على خطيب لوالده علاقات مشبوهة خوفاً أن يكون مثل
والده و هكذا ...
• التقليد و المحاكاة و ما يتبع ذلك من انتشار للفاحشة فقد تقلد البنت أمها و تقيم
علاقات إذا علمت أن أمها لديها علاقات جنسية مثلاً، و قد يفعل الشاب نفس الأمر إذا
وجد والده يخون أمه و هكذا.
كيف يمكن علاج الخيانة والوقاية منها ؟
يمكن علاج الخيانة والوقاية منها ، بالتالي :
• تنمية الوازع الديني و الرجوع إلى الله و التوبة من هذا العمل القبيح والجرم
المشين ، مع التذكير بالأمراض المترتبة على الأعمال الجنسية المحرمة ، ومع اليقين
بأن من خان فهو عرضة لأن ترد عليه خيانته في أهل بيته أو ذويه لأن العرض سلف ودين .
• تقليل التعرض للفتن المثيرة للغرائز بوسائلها المختلفة . وبالمقابل تقوية الإيمان
وتذكير النفس بالخوف من الله تعالى ومن عقابه الشديد .
. إشغال النفس بالطاعات وبالأعمال والهوايات المفيدة .
. التودد للطرف الآخر وتذكر محاسنه على الدوام .
• التعرف على المشكلات الزواجية في وقت مبكر والاهتمام بها و محاولة حلها بطرق
إيجابية و ليس بالسكوت أو التغاضي عنها وجعلها تتراكم داخل النفس وتتفاقم لحد حدوث
الخيانة .
• اعتراف صاحب المشكلة بمشكلته و البحث لها عن حل بدل الإنكار أو التمادي مما يجعل
الطرف الآخر يلجأ لغيره لإشباع رغباته .
• الاهتمام باختيار الزوجة الصالحة و الزوج الصالح و عدم تغليب الجوانب المادية في
مقومات الاختيار .
الإثنين نوفمبر 12, 2012 10:54 am
