فيما يتعلق بالأسباب المجتمعية أضاف أن الاختلاط المباشر والخلوة غير
الشرعية المباشرة قد يؤديان إلى سهولة التعرف على الطرف الثالث، ومن هنا
تبدأ الخيانة إذا ما ساعد على ذلك ضعف الوازع الديني، ومشورة رفقاء السوء،
وكثرة السفر غير المبرر إلى الخارج، فضلا عن إدمان المخدرات، أو الرغبة في
الانتقام، وأحيانا إذا قام أحد الطرفين بالخيانة فإن الطرف الآخر يبادله
نفس الفعل انتقاما منه.
وعن الآثار النفسية للخيانة الزوجية أكد الدكتور الشهراني أن
الخيانة الزوجية إذا استمرت دون اكتشافها فإنها تؤدي إلى موت العاطفة وتبلد
الأحاسيس بين الزوجين، وعدم احترام كل منهما للآخر ولحقوقه الزوجية، وقد
تزيد المشاكل الزوجية وعدم التفاهم، مما يؤدي للطلاق والتفكك الأسري،
بالإضافة إلى فساد الأسرة والأبناء والبنات، ومشيهم في هذا الطريق، لأن أحد
الوالدين مشى فيه، والتقليد عادة لدى الأطفال، ومن ثم انتشار الفاحشة في
المجتمع والتساهل فيها، وذلك لفساد اللبنة الأساسية له وهي الأسرة.
وأشار إلى أنه في حال اكتشاف الخيانة فستكون آثارها الطلاق وتفكك
الأسرة، والعار والفضيحة والكره للخائن، بالإضافة إلى الأذى البدني كالضرب
أو القتل، وهي من أهم الآثار ليس في مجتمعنا فحسب. بل في كل المجتمعات وحتى
الغربية منها، وخصوصا إذا كانت الخيانة من طرف الزوجة، وبالتالي سينتج
فقدان الثقة وفقدان التوازن الأسري والعاطفي، وتدمير الطرف الآخر (الضحية)
نفسيا وزيادة احتمال تعرضه لأمراض القلق والاكتئاب النفسي، ومن ثم التأثير
النفسي الشديد على الأولاد، وفقدانهم الثقة في والديهم وتدني مستواهم
الدراسي والعزلة عن الآخرين والبحث عن العاطفة و الاستقرار ومحاكاتهم
وتقليدهم الأعمى لهذه الخيانة الذي قد يقودهم إلى الانحراف والمخدرات،
وكذلك عرضتهم للأمراض النفسية مستقبلا.
وعن العلاج من الجانب النفسي أضاف استشاري الطب النفسي أن العلاج
يكون بالعودة إلى الله ومراقبته والتوبة، وبحسن اختيار الزوج أو الزوجة قبل
الزواج، وهذا أحد أهم الطرق للوقاية من هذا البلاء، ومن ثم الحرص على حسن
المعاملة وتأدية الحقوق على أكمل وجه بين الزوجين، بالإضافة إلى إشباع
العاطفة النفسية لدى الطرفين وذلك بالكلام الجميل العاطفي والمودة والرحمة،
وتبادل الاحترام في كل حين، ومراعاة المشاعر وعدم الاستهتار بها وتهميشها،
لافتا إلى أن التناصح بين الزوجين وحل المشكلات الزوجية أولا بأول،
واستشارة أصحاب التخصص في علاج الأمراض النفسية أو العضوية التي تعيق
الحياة الزوجية، من أهم السبل التي تساعد في الحد من الوقوع في الخيانة
الزوجية.
الفراغ الذهني
وفي ذات السياق أضاف مدرب برامج التنمية البشرية والمشرف على برنامج
"زواج مدى الحياة" حسن بن مانع آل عمير أن مجرد التفكير في علاقة محرمة
يعد مؤشراً واضحاً لضعف الوازع الديني لذلك الشخص، ومن ثم الفراغ الذهني
لأي إنسان والذي قد يقوده للمهالك ولأسوأ الأمور, فلا يمكن أن تجد شخصاً
لديه رسالة في هذه الحياة ويؤمن بمنهجية سليمة يمكن أن يفكر في فعل أي أمر
مخالف حتى ولو دعته نفسه، لذلك فالمبادئ التي يؤمن بها تمثل حصناً منيعاً
ضد أي فكرة شيطانية أو هاجس سلبي.
وأكد آل عمير أن ضعف الإرادة في كبح هوى النفس, وضعف الإرادة كأن
يعيش الفرد وفقاً لما تمليه نفسه عليه يجعل الشخص يعيش من أجل رغباته
وميوله، ويسعى لتحقيقها دون أن يمررها على ميزان الحلال والحرام، مشيرا إلى
أن من الأسباب المتعلقة بالجوانب الشخصية قصور تأهيل الزوج والزوجة في
مهارات الحياة الزوجية، فتجد بعض الأزواج يعتقد أن من حقه أن يطلق العنان
لبصره للاستمتاع المحرم برؤية النساء، وحينما تجد بعض الزوجات زوجاً بهذا
الشكل يبدأ الشيطان يطرق أبواب آذانها لفعل الشيء نفسه من باب العناد.
وأضاف آل عمير أن الخبرات السلبية السابقة لبعض الأزواج قد تدفع
بشكل أو بآخر إلى الخيانة الزوجية، فتجد أن بعض من مارس تلك الأفعال في
شبابه ولم يقو عزيمته ليردع نفسه عن فعل كل ما هو مشين تجده يميل لتلك
النزعات الخارجة عن حدود الأدب بعد الزواج، بالإضافة إلى المجتمع المحيط
بالفرد والذي له تأثير كبير على الإنسان, فإذا كان من أفراده من يدعو
للخيانة الزوجية بطريقة غير مباشرة من خلال سرد قصصه الغرامية وعلاقاته
المحرمة، فهذا يعد توجيهاً ودعوة نحو الخيانة الزوجية لبقية المستمعين له،
وقد يبدأ البعض يفكر في تلك الأمور لا إرادياً حينما يصغي لمثل أولئك
الأشخاص المدمرين للمجتمع, ولذلك يجب انتقاء العلاقات والصداقات، فالجليس
لا بد أن يؤثر على جليسه.